غالبًا ما يتعرض بعض الأطفال حديثي الولادة لبعض المشكلات الصحية بعد الولادة مباشرة، لذلك من المهم أن يكون الأباء على دراية بأبرز أمراض حديثي الولادة وكيفية معالجتها ليتمكنوا من رعاية أطفالهم بأفضل طريقة ممكنة، ومن هذه الأمراض: اليرقان و التهاب السحايا و الإنتان الوليدي، وغيرها، وسيتناول هذا المقال تفاصيل حول أبرز هذه الأمراض وطرق علاجها.
جميع المقلات والمشاركات الطبية
لزيارة موقع مستشفى الكندي الإلكتروني
أمراض حديثي الولادة
يعاني بعض الأطفال من مشاكل تتطور أو تكتشف بعد الولادة، ونوضح لك أبرز أمراض الأطفال حديثي الولادة على النحو التالي:
أمراض حديثي الولادة التي تصيب الجهاز الهضمي والكبد
تتضمن ما يلي:
- يرقان الرضع
ويسمى أيضًا باسم اليرقان الوليدي، وهو من الحالات الشائعة يحدث فيها فيها يتغير لون جلد وبياض عين الطفل إلى اللون الأصفر بسبب زيادة نسبة البيليروبين في الدم، نتيجة عدم نمو الكبد بما يكفي للتخلص من البيليروبين الزائد في الدم، ويزول اليرقان من تلقاء ذاته في غضون أسبوعين تقريباً، ولكن هناك حالات معينة من اليرقان تستلزم العلاج.
أمراض حديثي الولادة التي تصيب الرئتين والتنفس
وتشمل ما يلي:
- انقطاع النفس عند الخدج
يحدث عندما لا يتنفس الطفل لأكثر من 20 ثانية، وقد يتبع انقطاع التنفس انخفاض في معدل ضربات القلب.
تظهر أعراض هذه المشكلة غالبًا أثناء نوم الطفل خلال الأسبوع الأول من الولادة أو بعد ذلك، وقد يعود سببها إلى عدم اكتمال نمو الدماغ ومشاكل في القلب أو الأوعية الدموية، أو العدوى، أو مشاكل الجهاز الهضمي وغيرها.
- تسرع النفس العابر لحديثي الولادة (Transient tachypnea)
ويعد أحد أمراض حديثي الولادة التي يواجه الطفل في هذه الحالة صعوبة مؤقتة في التنفس بسبب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، والذي ينجم عن تراكم سوائل زائدة في الرئتين بعد الولادة، ويحدث خلال الساعات الأولى بعد الولادة ويختفي في غضون 3 أيام أو أقل.
- خلل التنسج القصبي الرئوي (Bronchopulmonary dysplasia)
يتطور هذا المرض بعد ولادة الطفل كأحد المشاكل الناجمة عن حالة تنفسية أخرى، ويحدث بسبب عدم نمو رئتي المولود بشكل طبيعي أثناء نموه في الرحم، أو عند ولادته قبل اكتمال نموه، وبالتالي تكون الرئتين ضعيفتين وأكثر عرضة للالتهاب والتهيج.
أمراض حديثي الولادة التي تصيب الدم
ومنها ما يلي:
- التهاب الدم (الإنتان الوليدي)
عبارة عن عدوى تحدث في الدم خاصة لدى الرضع الذين تقل أعمارهم عن 90 يومًا، وغالبًا ما يتم تشخيص الإنتان الوليدي المبكر خلال 24 – 48 ساعة من الولادة، بينما يشخص الإنتان الوليدي المتأخر بعد أسبوع أو 3 أشهر من عمر الطفل.
وغالبًا ما تنتقل هذه العدوى من الأم قبل أو أثناء الولادة، ومن العوامل التي تزيد فرصة حدوثها: الولادة المبكرة وتمزق الأغشية (الذي يستمر لأكثر من 18 ساعة قبل الولادة) والعدوى التي تصيب أنسجة المشيمة والسائل الأمنيوسي.
- كثرة الكريات الحمر عند حديثي الولادة
ويمثل أحد أمراض حديثي الولادة التي يحدث فيها ارتفاع خلايا الدم الحمراء بشكلٍ غير طبيعي، وقد يحدث هذا الاضطراب بسبب:
- تجاوز الحمل لأكثر من 9 شهور.
- مرض السكري لدى الأم.
- انخفاض مستوى الأكسجين في دم الجنين.
- وصول خلايا الدم الحمراء إلى الطفل من مصدر إضافي آخر، مثل: التوائم الذين يتشاركون نفس المشيمة.
جميع المقلات والمشاركات الطبية
أمراض حديثي الولادة التي تصيب الدماغ
من أبرزها:
- التهاب السحايا
يعرف بأنه التهاب الأغشية التي تحيط بدماغ الطفل والحبل الشوكي، وغالبًا ما يحدث خلال أول 28 يوم من ولادة الطفل، ومن أبرز أسبابها:
- عدوى بكتيرية.
- عدوى فيروسية.
يجدر التنويه أنه في بعض الحالات قد يكون من الصعب التعرف على أعراض التهاب السحايا لدى حديثي الولادة.
طرق علاج أمراض حديثي الولادة
نقدم لك التفاصيل حول طرق العلاج فيما يأتي:
علاج اليرقان
لا يحتاج معظم الأطفال إلى العلاج إذا كان مستوى البيليروبين في الدم منخفض أو مرتفع قليلاً؛ لأنها تتحسن عادةً في غضون 10 – 14 يوم ولن تسبب أي ضرر للطفل.
أما عند ارتفاع مستوى البيليروبين في الدم فقد يوصي الطبيب بما يلي:
-
العلاج بالضوء
يُلجأ لذلك عندما يتم تشخيص الإصابة بمرض اليرقان كأحد أمراض حديثي الولادة، وفيه يتم تعريض جلد الطفل لأكبر قدر ممكن من الضوء حتى يتم تغيير شكل وتركيبة البيليروبين بطريقة تساعد الجسم على التخلص منها مع البول والبراز.
غالبًا ما يتم فحص مستوياتها كل 4-6 ساعات بعد العلاج بالضوء للتحقق مما إذا كان العلاج حقق فعالية أم لا.
-
نقل الدم
إذا لم ينجح العلاج بالضوء ومازالت مستويات البيليروبين مرتفعة، فقد يتم نقل الدم وذلك كالآتي:
- سحبه عبر أنبوب رفيع يوضع في الأوعية الدموية في الحبل السري أو الذراعين أو الساقين.
- استبدال الدم بدم من متبرع مناسب مطابق لنفس فصيلة دم الطفل.
علاج انقطاع النفس عند الخدج
يعتمد العلاج على المُسبب، وتكرار نوبات انقطاع النفس وشدة النوبات، وقد تتضمن الخطة العلاجية ما يلي:
- عندما يكون الطفل متمتعاً بصحة جيدة؛ فقد تكفي مُراقبته ومُساعدته على التنفس في حال أصيب بنوبات عرضية.
- أما إذا كانت توجد هناك حاجة لعلاجات إضافية فهذا يعتمد على سبب حدوثه، على سبيل المثال: إذا كان الطفل يعاني من زرقة: فغالبًا ما يتم مراقبة التنفس ومعدل ضربات القلب وإعطاءه منبه، مثل: الكافيين لتحفيز الجهاز العصبي المركزي.
- إذا كان يعاني من نوبات متكررة وشديدة من انقطاع النفس فقد يحتاج للعلاج بالأكسجين (CPAP) لمساعدته على التنفس بنفسه.
علاج تسرع النفس العابر لحديثي الولادة
غالبًا ما يحتاج الأطفال في هذه الحالة إلى الأكسجين لمساعدتهم على التنفس، بالإضافة إلى وضع أنبوب صغير عبر الأنف أو الفم لنقل الطعام إلى المعدة مباشرة، فقد تُعيق سرعة التنفس قدرة الطفل على البلع أو شرب الحليب.
ويمكن للطفل العودة إلى المنزل إذا كان التنفس طبيعيًا ويتغذى بشكل جيد لمدة 24 ساعة على الأقل، فعندها يكون قد تعافى من هذا النوع من أمراض حديثي الولادة.
علاج خلل التنسج القصبي الرئوي
يعتمد العلاج بشكلٍ أساسي على علاج المُسبب إن أمكن ذلك، بالإضافة إلى بعض العلاجات التي يوصي بها الطبيب لدعم التنفس والتقليل من تلف الرئة قدر الإمكان، وتشمل العلاجات:
- الأكسجين.
- منشط السطح الرئوي، يتم وصفه في حال لم يتحسن الطفل بالرغم من ضخ الأكسجين إلى رئتيه.
- موسعات الشعب الهوائية والكافيين ومدرات البول قد يتم دمجها مع العلاجات السابقة لدعم التنفس.
يتحسن معظم الأطفال تدريجيًا بالإضافة إلى تحسن وظائف الرئة في غضون 2 – 4 أشهر.
علاج التهاب الدم (الإنتان الوليدي)
يتم علاج التهاب الدم كأحد أمراض حديثي الولادة من خلال ما يلي:
- المضادات الحيوية الوريدية لمدة 24 – 72 ساعة للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 4 أسابيع ويعانون من الحمى والعدوى.
- مضادات حيوية لمدة 3 أسابيع للأطفال الذين يعانون من بكتيريا في الدم أو السائل الشوكي، وقد تكون فترة العلاج أقصر إذا لم يتم العثور على البكتيريا.
- مضادات الفيروسات مثل: أسيكلوفير (Aciclovir)، للأطفال الذين يُعانون من الإنتان الوليدي نتيجة فيروس الهربس البسيط.
علاج كثرة الكريات الحمر عند حديثي الولادة
إذا لم تظهر أي أعراض على الطفل فقد يوصي الطبيب بإعطاء الطفل سوائل عن طريق الوريد لأن الجفاف يمكن أن يجعل الدم أكثر سماكةً.
أما إذا ظهرت الأعراض فقد يلجأ الطبيب لنقل الدم الجزئي من خلال إزالة جزء من دم الطفل واستبداله بالمحلول الملحي للتخفيف من خلايا الدم الحمراء المتبقية، وبهذا يتم علاج هذه الحالة التي تمثل إحدى مشاكل أمراض حديثي الولادة.
علاج التهاب السحايا
يختلف العلاج تبعاً للمسبب كالآتي:
- التهاب السحايا البكتيري: غالبًا ما يبدأ الطبيب بإعطائه المضادات الحيوية بالوريد لمدة 7 – 21 يوم.
- التهاب السحايا الفيروسي: فغالبًا ما يتحسن الطفل من تلقاء نفسه في غضون 7 – 10 أيام بالإضافة إلى الراحة والسوائل ومسكنات الألم التي يصفها الطبيب، باستثناء التهاب السحايا الفيروسي الناجم عن فيروس الهربس البسيط فقد يعالج بالمضادات الفيروسية الوريدية في المشفى.
