تحدث تشوهات العمود الفقري نتيجة تأثر وانحراف المحاذاة المستقيمة للعمود الفقري عن وضعها الطبيعي، علمًا أنّ الوضع الطبيعي لها ينطوي على انحناء خفيف، وقد يحدث تشوه العمود الفقري بسبب التعرض للإصابات، أو مع التقدم في العمر، أو يكون خلقيًّا عند الولادة، ويرافق تشوه العمود الفقري غير المعالج الشعور بالألم، بالإضافة إلى مشاكل في الحركة والأعصاب، مما يستلزم العلاج، وهناك طرق علاج غير جراحية؛ مثل: دعامة العمود الفقري، وطرق جراحية؛ مثل عملية دمج الفقرات، وسيوضح هذا المقال تفاصيلها.
جميع المقلات والمشاركات الطبية
لزيارة موقع مستشفى الكندي الإلكتروني
تشوهات العمود الفقري: العلاجات غير الجراحية
يوصى عادًة بالبدء بالطرق غير الجراحية كحل لـ علاج تشوهات العمود الفقري، وفي حال لم تكن كافية أو مناسبة، أو لم تُجدي فعالية في التخفيف من الحالة فهنا يتم التوجه للعلاجات الجراحية، ونذكر من أبرز الطرق غير الجراحية ما يلي:
دعامة العمود الفقري
تعتبر دعامة العمود الفقري من أكثر العلاجات شيوعًا في حالات تشوه العمود الفقري خاصًة الجنف، وهي عبارة عن جهاز يتم ارتداؤه حول الجذع بحيث يُساعد على:
- دعم العمود الفقري.
- تقليل فرصة حدوث مزيد من التشوه.
العلاج الطبيعي
يساهم العلاج الطبيعي بما يلي:
- تحسين الوضع العام للعمود الفقري.
- تقوية عضلات العمود الفقري.
- تحسين مرونة العمود الفقري.
قد يوصي الطبيب بالعلاج الطبيعي بالتزامن مع علاج آخر للتشوه، كالدعامات أو الجراحة.
الأدوية
وتوصف بهدف التخفيف من الألم والالتهاب، وقد يكون هذا الألم مرافقًا لالتهاب المفاصل أو تعرض العصب للضغط بسبب تشوهات العمود الفقري، ومنها ما يلي:
- مضادات الالتهاب غير السترويدية، مثل الإيبوبروفين (Ibuprofen).
- حقن الكورتيزون (تُعطى عادًة مرة أو مرتين سنويًّا).
العلاج اليدوي للعمود الفقري
ينطوي هذا العلاج على استخدام المعالِج لأدوات خاصة بالإضافة إلى يديه لتقويم العمود الفقري والمفاصل، وهو يلعب دورًا في تحقيق ما يلي:
- استعادة وظيفة العمود الفقري ومحاذاته الصحيحة.
- تحسين نطاق الحركة.
- تخفيف الألم والتيبس.
الوخز بالإبر
يساعد هذا العلاج على تعزيز الصحة العامة للجسم، وتحفيز الشفاء الطبيعي، وينطوي على استخدام إبر رفعية في مناطق محددة من الجسم.
تشوهات العمود الفقري: العلاجات الجراحية
قد يوصي الطبيب بإجراء الجراحة بهدف علاج تشوهات العمود الفقري في الحالات التالية:
- إذا لم تنجح العلاجات السابقة في تقويم تشوهات العمود الفقري أو التخلص من الألم المُصاحب للحالة.
- ازدياد مشكلة تشوه العمود الفقري سوءًا.
- حدوث تشوه شديد في العمود الفقري لدرجة أن المريض لا يقوى على تحمله.
- تعرض الحبل الشوكي أو جذور الأعصاب للضغط بسبب تشوه العمود الفقري.
- تسبّب الكسور خاصًة في حالات هشاشة العظام لحدوث تشوه العمود الفقري.
- ارتباطها بتلف الأعصاب بما يسبب مشاكل خطيرة في المثانة أو الأمعاء.
تشمل أنواع جراحة تشوه العمود الفقري ما يلي:
عملية دمج الفقرات من الخلف
تنطوي هذه العملية على إضافة قطع صغيرة من العظام لتصحيح انحناء العمود الفقري وتشجيع نمو الفقرات معًا، وللحفاظ على ثبات العمود الفقري قد يلجأ الطبيب إلى استخدام قضبان معدنية في الفقرة مع تثبيتها باستخدام الأسلاك، أو الخطافات، أو المسامير، ويحتاج المريض ما يقارب 3-12 شهر للتعافي.
ملاحظة: في بعض الأحيان قد يُجري الطبيب أيضًا دمج فقرات من الأمام.
عملية دمج الفقرات الجانبي
وفيها إجراء شق في الخصر بدلًا من إجراؤه في منطقة الظهر لعلاج تشوهات العمود الفقري.
استئصال الصفيحة الفقرية
إذا كان التشوه بسيط ويسبب فقط ضغط على الأعصاب، فيتم علاجه باستئصال الصفيحة الفقرية.
قطع العظم الشوكي
تُستخدم هذه التقنية في الحالات الشديدة، وتتضمن استعادة الوضع الصحيح للعمود الفقري من خلال قطع جزء من الفقرة المسببة للمشكلة وتصحيح التشوه.
أسئلة شائعة
هل يتم علاج تشوهات العمود الفقري بشكل مختلف عند الأطفال والبالغين؟
نعم، يختلف علاج تشوه العمود الفقري عند الأطفال عن الفئات العمرية الأخرى، إذ إنّ عظام الأطفال لا تزال في مرحلة التطور وهذا يجعل اللجوء لخيار الجراحة أمرًا نادرًا، وقد يوصي الطبيب غالبًا باختيار الدعامات للأطفال علمًا أنّها تعدّ أقل فعالية مع البالغين.
ما هي مدة التعافي من تشوه العمود الفقري؟
يعتمد ذلك على نوع العلاج ففي حالات العمليات الجراحية تستغرق عملية التعافي الكاملة ما لا يقل عن 6 إلى 12 شهرًا، مع اتباع الخطة العلاجية التي يحددها الطبيب، أما بالنسبة للعلاجات بالداعمات فقد يوصي الطبيب بارتدائها لعدة شهور أو عدة سنوات إذ يختلف ذلك بناءً على عمر المريض وحالته الصحية ومدى التشوّه.
