مدونة مستشفى الكندي الطبية
Image default
الصحة و الطب

الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ الطبية الشائعة

الطوارئ الطبية يمكن أن تحدث في أي لحظة وبدون سابق إنذار، مما يجعل من الضروري أن يكون لدى الأفراد معرفة بكيفية التصرف في مثل هذه المواقف. تختلف طبيعة وخطورة هذه الطوارئ بناءً على الحالة التي يواجهها الشخص، فقد تكون بعض الحالات بسيطة وتحتاج إلى الإسعافات الأولية ، ومن أكثر الحالات الطارئة شيوعًا التي قد تواجهها في الحياة اليومية , الأزمات القلبية و الحروق و حالات الاختناق واللإغماء التركيز على الخطوات الصحيحة :التي يجب اتباعها هي

 

      1. الإسعافات الأولية في حالات الأزمات القلبية

الأزمات القلبية تعد من أخطر الطوارئ الطبية التي تتطلب استجابة سريعة وفورية، حيث تحدث عندما ينقطع أو يتقلص تدفق الدم إلى جزء من عضلة القلب، مما يسبب نقصًا في الأكسجين يمكن أن يؤدي إلى تلف دائم في الأنسجة القلبية إذا لم يتم التعامل مع الأزمات القلبية بسرعة وفعالية.

هذه الحالة تتطلب التدخل العاجل لأن التأخير في تقديم الإسعافات الأولية قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، بما في ذلك توقف القلب والموت. لذلك، من الضروري التعرف على أعراض الأزمة القلبية مثل الألم الشديد في الصدر، ضيق التنفس، والتعرق البارد، والتصرف بسرعة عبر طلب المساعدة الطبية الفورية واتخاذ إجراءات أولية مثل إعطاء الأسبرين عند الحاجة.

 الأعراض الشائعة في حالات الأزمات القلبية

      • ألم شديد في الصدر يمكن أن ينتشر إلى الذراع الأيسر أو الرقبة أو الفك.

      • ضيق في التنفس.

      • تعرق بارد.

      • غثيان أو تقيؤ.

      • دوار أو إغماء. 

 

الأزمات القلبية و حالات الاختناقو الحروق

 

الإسعافات الأولية و كيفية التصرف

      1. الاتصال بالطوارئ فورًا: إذا كنت تشتبه في أن شخصًا ما يعاني من أزمة قلبية، يجب الاتصال بخدمة الطوارئ فورًا.
      2. تشجيع المريض على الجلوس والاسترخاء: يساعد الجلوس على تخفيف الضغط على القلب.
      3. إعطاء الأسبرين: إذا كان الشخص غير مصاب بالحساسية للأسبرين ولم يتناول بالفعل، يمكن إعطاؤه جرعة منخفضة من الأسبرين (150-300 مجم) لمضغها، حيث يمكن أن يساعد في تقليل تكون الجلطات.
      4. الاستعداد للإنعاش القلبي الرئوي (CPR): إذا فقد الشخص وعيه وتوقف عن التنفس، يجب البدء فورًا في الإنعاش القلبي الرئوي حتى وصول المساعدة الطبية. 
      1. الإسعافات الأولية عند الحروق 

الحروق من الإصابات الشائعة التي قد تحدث في المنزل أو العمل، وتختلف شدتها بناءً على عمقها، مساحتها، وموقعها. يمكن تصنيف الحروق إلى درجات:

الحروق من الدرجة الأولى تؤثر على الطبقة الخارجية من الجلد وتسبب احمرارًا وألمًا، الحروق من الدرجة الثانية تمتد إلى الطبقة الثانية وتسبب فقاعات، أما الحروق من الدرجة الثالثة فهي أخطرها حيث تؤثر على جميع طبقات الجلد وربما الأنسجة تحتها. يعتمد علاج الحروق على درجتها، ويشمل تبريد المنطقة المصابة بالماء، تجنب استخدام الثلج، وتغطية الجرح بشاش معقم.

الإسعافات الأولية و كيفية التصرف

      1. تبريد الحرق: يجب وضع المنطقة المصابة تحت ماء بارد جارٍ (وليس مثلجًا) لمدة 10-20 دقيقة لتقليل الألم والتورم.
      2. تجنب استخدام الثلج: حيث يمكن أن يسبب تلفًا إضافيًا للأنسجة.
      3. تغطية الحرق: باستخدام شاش معقم أو قطعة قماش نظيفة لتجنب التلوث.
      4. تجنب استخدام المواد اللاصقة أو المراهم: إلا إذا كانت مخصصة لعلاج الحروق.
      5. طلب الرعاية الطبية: إذا كانت الحروق تغطي مساحة كبيرة أو إذا كانت من الدرجة الثالثة.
      1.  التعامل مع حالات الإغماء والإسعافات الأولية لها

الإغماء يحدث نتيجة لانخفاض مؤقت في تدفق الدم إلى الدماغ، مما يؤدي إلى فقدان مفاجئ للوعي. غالبًا ما يكون الإغماء قصير الأمد وغير خطير، ولكنه قد يشير في بعض الأحيان إلى مشكلة صحية أكبر. عند الشعور بأعراض الإغماء، من المهم أن يتخذ الشخص أو المحيطون به خطوات سريعة لمنع السقوط والإصابة.

يجب على الشخص الجلوس أو الاستلقاء فورًا ورفع الساقين قليلاً لتحسين تدفق الدم إلى الدماغ. في حال فقد الشخص وعيه بالفعل، يجب التأكد من وجود تهوية جيدة حوله والتحقق من أنه يتنفس بشكل طبيعي. إذا استمر الإغماء لأكثر من دقيقة أو تكرر بشكل متكرر، يجب البحث عن المساعدة الطبية الفورية لتقييم الحالة والتأكد من عدم وجود مشكلة صحية خطيرة تتطلب التدخل العلاجي.

الأعراض الشائعة قبل الإغماء:

      • دوار.

      • غثيان.

      • رؤية ضبابية.

      • تعرق بارد.

كيفية التصرف:

      1. مساعدة الشخص على الاستلقاء: إذا شعرت بأن شخصًا ما على وشك الإغماء، يجب مساعدته على الاستلقاء برفق على ظهره مع رفع الساقين بزاوية 30 درجة تقريبًا لتحسين تدفق الدم إلى الدماغ.
      2. التأكد من التهوية الجيدة: تأكد من وجود تهوية جيدة حول الشخص، وافتح نوافذ أو أبواب لزيادة تدفق الهواء.
      3. التحقق من العلامات الحيوية: تأكد من أن الشخص يتنفس بشكل طبيعي ولديه نبض. إذا كان الشخص فاقد الوعي لفترة طويلة، اتصل بخدمات الطوارئ.
      4. بعد الاستيقاظ: يجب على الشخص البقاء مستلقيًا لبعض الوقت والجلوس ببطء لتجنب إعادة الإغماء.

 

4. الإسعافات الأولية في حالات الاختناق

تحدث حالات الاختناق عندما يتم انسداد مجرى الهواء بسبب جسم غريب، مما يمنع الهواء من الوصول إلى الرئتين. قد يكون السبب شائعًا، مثل قطعة طعام تعلق في الحلق.

في هذه الحالة، يصبح الشخص غير قادر على التنفس أو التحدث، وقد يشير إلى ذلك السعال الضعيف أو الإمساك بالحنجرة. لمساعدة شخص يعاني من أحد حالات الاختناق ، يمكن استخدام مناورة هيمليك (Heimlich maneuver) التي تتضمن الضغط على البطن لدفع الجسم العالق إلى الخارج. من الضروري التصرف بسرعة لأن التأخير قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو مضاعفات خطيرة.

 كيفية التصرف في حالات الاختناق

      1. التقييم السريع في حالات الاختناق : إذا كان الشخص قادرًا على السعال أو التحدث، شجعه على السعال بقوة لإخراج الجسم العالق.
      2. مناورة هيمليك (Heimlich maneuver): إذا لم يتمكن الشخص من التنفس أو التحدث، يجب تنفيذ مناورة هيمليك بسرعة. للبالغين، يتم وضع اليدين حول منطقة الخصر، والضغط على المعدة بقوة بقبضة اليد، بحيث يكون الاتجاه صاعدًا إلى الداخل. كرر هذه الخطوات حتى يخرج الجسم العالق أو يفقد الشخص وعيه.
      3. الاتصال بالطوارئ: إذا لم تكن قادرًا على إخراج الجسم العالق، اتصل بالطوارئ فورًا وابدأ بالإنعاش القلبي الرئوي إذا فقد الشخص وعيه.

5.التعامل مع السكتة الدماغية

السكتة الدماغية تحدث عندما ينقطع تدفق الدم إلى جزء من الدماغ، مما يؤدي إلى تلف في خلايا الدماغ.

الأعراض الشائعة:

      • ضعف مفاجئ أو تنميل في الوجه أو الذراع أو الساق، خاصة في جانب واحد من الجسم.
      • صعوبة في الكلام أو الفهم.
      • صداع شديد ومفاجئ دون سبب واضح.
      • صعوبة في الرؤية في عين واحدة أو كلتا العينين. 

الإسعافات الأولية و كيفية التصرف

      1. اتصل بالطوارئ فورًا: الوقت هو العامل الأكثر أهمية في حالات السكتة الدماغية. كل دقيقة قد تؤدي إلى فقدان خلايا دماغية.
      2. ملاحظة الوقت: تحديد الوقت الذي بدأت فيه الأعراض يمكن أن يساعد الأطباء في اتخاذ قرارات العلاج.
      3. الهدوء ومراقبة الأعراض: حافظ على هدوئك وراقب الشخص المصاب حتى وصول الطوارئ.

 6.التحكم في النزيف الشديد

النزيف الشديد يتطلب تدخلًا فوريًا لوقف فقدان الدم والحفاظ على حياة المصاب.

الإسعافات الأولية و كيفية التصرف

      1. تطبيق ضغط مباشر: باستخدام شاش معقم أو قطعة قماش نظيفة، حيث يعمل الضغط المباشر على تقليص الأوعية الدموية المتضررة ويساعد في وقف النزيف. استمر في الضغط حتى يتوقف النزيف تمامًا. إذا كان النزيف في أحد الأطراف
      2. رفع الجزء المصاب : رفع الجزء المصاب فوق مستوى القلب إن أمكن، لأن ذلك يقلل من تدفق الدم إلى المنطقة المصابة ويخفف من شدة النزيف
      3. تجنب إزالة أي أجسام غريبة : قد تكون هنالك أجسام غريبة مثل الحصى أو الزجاج وغيرها موجودة داخل الجرح، لا تقوموا بإزالتها لأن إزالتها قد تزيد من النزيف أو تسبب أضرارًا إضافية. في حالة عدم توقف النزيف بعد 10 دقائق من الضغط المباشر
      4. البحث عن مساعدة طبية : يجب التواصل مع جهة طبية مختصة فورية لضمان تقديم الرعاية اللازمة وتجنب المضاعفات الخطيرة.

 

 

التصرف السريع والصحيح في حالات الطوارئ الطبية الشائعة يمكن أن يكون حاسمًا في إنقاذ الأرواح وتقليل الأضرار. هذه اللحظات الحرجة قد تتطلب قرارات حاسمة وخطوات مدروسة لضمان تقديم الرعاية المناسبة في الوقت المناسب. ومن هنا تأتي أهمية التدريب على الإسعافات الأولية وتعلم الأساليب الصحيحة للتعامل مع الحالات الطارئة.

فكل شخص، سواء كان يعمل في المجال الطبي أم لا، يمكن أن يواجه مواقف طارئة تتطلب تدخلًا سريعًا، مثل حالات الإغماء، الحروق، النزيف الشديد، أو الأزمات القلبية. لذلك، المعرفة الأساسية بالإسعافات الأولية ليست مجرد مهارة إضافية، بل هي ضرورة حقيقية في الحياة اليومية.

إن التعرف على العلامات والأعراض المبكرة للطوارئ الطبية يمكن أن يساهم في اتخاذ إجراءات استباقية، مثل معرفة كيفية التصرف عند ملاحظة شخص يعاني من ضيق في التنفس، ألم في الصدر، أو نزيف حاد.

في كثير من الأحيان، تكون الثواني الأولى بعد وقوع الطارئ هي الأكثر أهمية، ويمكن أن يكون للقرارات التي تتخذها في تلك اللحظات تأثير كبير على نتائج الحالة.

علاوة على ذلك، التدريب المنتظم على تقنيات الإسعافات الأولية يعزز الثقة بالنفس في مواجهة مثل هذه المواقف. الأشخاص المدربون جيدًا يكونون أكثر استعدادًا للتحكم في مشاعرهم والتصرف بشكل منهجي وفعال، مما يزيد من فرص نجاح التدخلات الإسعافية.

وأخيرًا، من المهم أن ندرك أن الإسعافات الأولية ليست مجرد أفعال فورية، بل هي جزء من سلسلة رعاية تمتد من لحظة وقوع الطارئ إلى تقديم الرعاية الطبية المتخصصة.

ولذلك، فإن التعاون مع فرق الطوارئ الطبية، وتقديم معلومات دقيقة حول الحالة عند وصولهم، هو جزء لا يتجزأ من الإسعافات الأولية الناجحة. كلما زادت معرفتك ومهاراتك في هذا المجال، زادت قدرتك على التصرف بفعالية وثقة عند وقوع الطوارئ، مما يعزز فرص النجاة والشفاء.

 

موقع مستشفى الكندي

مقالات ذات صلة

فيتامينات لمرضى السكر

كاتب أول

فقدان الذاكرة (Amnesia)

كاتب أول

التخدير عن طريق الاستنشاق

كاتب أول

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول المزيد

Privacy & Cookies Policy