يعاني بعض الأشخاص من حالة فقدان الذاكرة (Amnesia)، النسيان حيث لا يستطيع تذكر أحداث مرّ بها، أو معلومات كانت مخزنة في ذاكرته، فما هي أسباب حدوثها، وما أبرز طرق علاج هذه الحالة؟
جميع المقلات والمشاركات الطبية
لزيارة موقع مستشفى الكندي الإلكتروني
ما هو فقدان الذاكرة؟
فقدان الذاكرة، (Amnesia)، هي حالة مرضية تؤدي إلى عدم قدرة الشخص على تذكر معلومات موجودة لديه مسبقًا، وقد تتضمن نسيان أحداث قديمة أو حديثة.
ما هي أنواع فقدان الذاكرة؟
توجد عدّة أنواع لفقدان الذاكرة، وقد تتشابه الأعراض في أكثر من نوع، كما قد يصاب الشخص بعّدة أنواع في آن واحد، وتشمل أنواع فقدان الذاكرة الأكثر شيوعًا ما يلي:
فقدان الذاكرة التقدمي (Anterograde amnesia)
وهي حالة يفقد فيها الشخص القدرة على تذكر المعلومات الجديدة التي يحصل عليها، ويحدث ذلك عادةً بسبب تعرض الدماغ لضرر ناجم عن إصابة أو حادث.
فقدان الذاكرة الرجوعي (Retrograde amnesia)
وهي حالة تحدث عند تعرض الشخص لإصابة في الرأس أثرت على الدماغ حيث لا يستطيع تذكر أحداث حدثت قبل التعرض للإصابة، ولكن يكون بإمكانه تذكر ما حدث بعدها.
فقد الذاكرة الشامل العابر (Transient global amnesia)
وهي حالة فقدان ذاكرة مؤقت لجميع الذكريات التي يمتلكها الشخص، وتعد من الأنواع النادرة التي تصيب عادةً كبارة السن المصابين بأمراض الأوعية الدموية.
فقد الذاكرة ما بعد الإصابة (Traumatic amnesia)
وهي حالة فقدان ذاكرة تحدث لفترة مؤقتة بعد تعرض الشخص لإصابة على الرأس، وتعتمد فترة فقدان الذاكرة على مدى شدّة الإصابة التي تعرض لها الشخص، وقد يكون فقدان الذاكرة مؤشرًا على تعرضه لارتجاج الدماغ.
فقد الذاكرة الانفصالي (Dissociative amnesia)
وهي حالة نادرة تؤدي إلى عدم قدرة الشخص على تذكر الأحداث السابقة في حياته، بالإضافة إلى فقدان الذاكرة المتعلقة بمعلومات عن نفسه وهويته، كأن يستيقظ الشخص من النوم وهو لا يعرف من هو، وتكون هذه الحالة ناجمة عن التعرض لصدمة نفسية، وتعد هذه الحالة مؤقتة، حيث تعود له الذاكرة في غضون دقائق إلى بضعة أيام، ولكن دون تذكر الحدث أو الإصابة التي أدت لفقدان الذاكرة.
فقدان الذاكرة بعد التنويم (Posthypnotic amnesia)
حيث لا يستطيع الشخص تذكر الأحداث التي مر بها أثناء تعرضه للتنويم.
نسيان المصدر (Source amnesia)
وهي حالة يتذكر فيها الشخص المعلومة ولكن دون القدرة على تذكر مصدرها.
فقد الذاكرة المرتبط بشرب الكحول (Alcohol-induced amnesia)
حيث يشعر الشخص بنسيان فترات من حياته، وهي الفترات التي كان يشرب فيها الكحول بشكل مفرط.
نسيان الوجوه (Prosopamnesia)
وهي حالة تؤدي إلى عدم قدرة الشخص على تذكر وجود أشخاص رآهم من قبل.
ما هي أسباب فقدان الذاكرة؟
يحدث فقدان الذاكرة عادةً بسبب تعرض أجزاء الدماغ المسؤولة عن التحكم بالمشاعر والذكريات للضرر، وتشمل مناطق المهاد (Thalamus) الموجود في مركز الدماغ، والحصين (Hippocampus) الموجود في الفصوص الصدغية للدماغ و النسيان ، ويمكن ذكر أسباب تلف هذه الأجزاء على النحو التالي:
- التعرض لسكتة دماغية.
- التهاب الدماغ، والذي يحدث بسبب الإصابة بعدوى فيروسية في الدماغ، أو حدوثه كرد فعل من جهاز المناعة لدى الأشخاص المصابين بالسرطان.
- انقطاع إمداد الأكسجين للدماغ، وقد يحدث ذلك نتيجة الإصابة بجلطة قلبية، أو حالة الضائقة التنفسية، أو التسمم بأول أكسيد الكربون.
- استهلاك الكحول بشكل مفرط ولفترة طويلة، حيث يؤدي ذلك إلى انخفاض مستوى فيتامين الثيامين (Thiamin) في الجسم، مما يؤدي إلى فقدان الذاكرة.
- الإصابة بأورام في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة.
- الإصابة بمرض الزهايمر، حيث يؤدي هذا المرض بطبيعته إلى تلف في الأغشية العصبية.
- الإصابة بتشنجات عصبية.
- أثر جانبي لاستخدام بعض الأدوية المهدئة، مثل أدوية البنزوديازيبينات (Benzodiazepines).
- التعرض لإصابة على مستوى الرأس.
- التعرض لصدمة نفسية.
عوامل خطر الإصابة بفقدان الذاكرة
تزداد فرص الإصابة بفقدان الذاكرة و النسيان في الحالات التالية:
- الإصابة بنوبات الصداع النصفي المتكررة.
- الإصابة بأمراض القلب والشرايين؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، أو ارتفاع الكوليسترول.
- الخضوع لجراحة سابقة في الدماغ.
- التعرض لصدمة نفسية.
أعراض فقد الذاكرة
يتضمن عدم القدرة على تذكر أحداث أو معلومات كان الشخص يعرفها في السابق، وتختلف المدة بحسب الضرر الذي لحق بالدماغ و النسيان ، فقد تستمر لبضعة دقائق أو ساعات وقد تستغرق أطول من ذلك لدى البعض، ويمكن ذكر أعراض فقدان الذاكرة على النحو التالي:
- نسيان أحداث مر بها الشخص.
- نسيان أسماء أو وجود أشخاص يعرفهم.
- نسيان الأماكن وطريقة الوصول إليها.
- نسيان أحداث أو مناسبات قادمة كان يخطط الشخص لحضورها.
- التخريف (Confabulation)، حيث يقوم الشخص بخلق معلومات غير صحيحة تتعلق بحدث أو مناسبة معينة، بالرغم من اعتقاده أن هذه المعلومات صحيحة.
تشخيص فقدان الذاكرة
يقوم الطبيب بأخذ السيرة المرضية لاستبعاد أي أمراض عصبية أو نفسية، بالإضافة لإجراء الفحص السريري لوظائف الجهاز العصبي، وفحوصات الذاكرة والإدراك، كما قد يلجأ لإجراء أي من الفحوصات التالية لتقييم الحالة بدقة:
- فحوصات الدم، وذلك للكشف عن أي نقص في بعض الفيتامينات، أو استخدام أي أدوية تؤدي إلى فقدان الذاكرة.
- تخطيط الدماغ (Electroencephalogram)، وهو فحص يُجرى للكشف عن أي خلل في عمل الدماغ وذلك من خلال تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI scan) أو التصوير الطبقي (CT scan)، وذلك للكشف عن بعض الحالات المرضية، مثل نزيف الدماغ، أو أورام الدماغ.
- البزل الشوكي (Lumbar puncture)، وهو أخذ عينة من السائل الشوكي المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، وذلك للكشف عن إصابة الدماغ بالعدوى.
علاج فقدان الذاكرة
يتم علاج فقدان الذاكرة من خلال علاج السبب وراء حدوثه، بالإضافة إلى اتباع ما يلي:
- العلاج الوظيفي (Occupational therapy)، حيث يساعد أخصائي العلاج الوظيفي على إيجاد طرق لتعلم المعلومات وتنظيمها، مما يسهل على الشخص تذكرها.
- استخدام الهاتف الذكي في تنظيم الأحداث ووضع جداول لإنجازها، واستخدامه كوسيلة للتذكير بالأحداث اللاحقة.
هل توجد أدوية لعلاج فقدان الذاكرة؟
بحسب إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) فإنه لا يُوجد حتى الآن أدوية مصرّحة للاستخدام لعلاج فقد الذاكرة.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بفقدان الذاكرة؟
يمكن ذلك من خلال تقليل تعرض الدماغ للتلف و النسيان ، وذلك باتباع النصائح التالية:
- تجنب شرب الكحول.
- ارتداء وسائل الحماية مثل الخوذة عند استخدام الدراجة، وحزام الأمان عند القيادة.
- علاج العدوى التي يصاب بها الشخص مباشرةً -بغض النظر عن نوعها-، وذلك لتجنب انتقالها إلى الدماغ.
- مراجعة الطبيب على الفور عند الشعور بأي من أعراض السكتة الدماغية أو النزيف الدماغي، والتي تتضمن الصداع الشديد، والشعور بخدران وضعف في جانب واحد من الجسم.
