مقدمة
البكتيريا النافعة تعد جزءًا مهمًا من الميكروبيوم المعوي. تلعب هذه الكائنات دورًا رئيسيًا في دعم الجهاز الهضمي وتنظيم حركة الأمعاء، كما تُعد جزءًا أساسيًا من البكتيريا المعوية التي تحافظ على التوازن الداخلي للأمعاء. تعرف علميًا باسم البروبيوتيك، وتساعد على تحسين امتصاص العناصر الغذائية وتقوية الجهاز المناعي. كما تحمي بطانة الأمعاء من الالتهابات، ما يعزز صحة الأمعاء بشكل عام. الحفاظ على توازن البكتيريا المعوية يقي من اضطرابات الهضم مثل الانتفاخ أو الإمساك، ويؤكد أهمية فهم دور البكتيريا النافعة للحفاظ على صحة الأمعاء والجسم بشكل متكامل.
ما هي البكتيريا النافعة
تُعد البكتيريا النافعة كائنات دقيقة أساسية تعيش ضمن الميكروبيوم المعوي، وتلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على توازن الجهاز الهضمي وتعزيز صحة الأمعاء. تعرف هذه الكائنات علميًا باسم البروبيوتيك، وهي تدعم عملية الهضم، وتنظم حركة الأمعاء، كما تعزز امتصاص العناصر الغذائية الحيوية، مما يسهم في الحفاظ على صحة الأمعاء بشكل فعّال. إلى جانب ذلك، تساهم البكتيريا النافعة في تقوية الجهاز المناعي وحماية بطانة الأمعاء من الالتهابات، مما يجعلها عنصرًا محوريًا لدعم صحة الأمعاء والجسم بشكل عام. الحفاظ على توازن البكتيريا المعوية يساعد في الوقاية من اضطرابات الهضم الشائعة، مثل الانتفاخ، الإمساك، أو الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية، ويؤكد أهمية إدراك دور البروبيوتيك للحفاظ على صحة الأمعاء والجسم بشكل متكامل.
فوائد البكتيريا النافعة
تلعب البكتيريا النافعة دورًا مهمًا في دعم صحة الجسم والجهاز الهضمي. كما تحافظ على توازن الميكروبيوم المعوي والبكتيريا المعوية. فيما يلي أهم الفوائد:
1) دور البكتيريا النافعة في دعم وظيفة الجهاز الهضمي
تساعد بعض السلالات على تنظيم حركة الأمعاء (Peristalsis). كما تحسن كفاءة الهضم وتقلل الانتفاخ والحموضة وعسر الهضم، مما يعزز راحة المعدة.
2) تعزيز التمثيل الغذائي
تساهم بعض السلالات في إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs). هذه الأحماض قد تساعد في تحسين استغلال الجسم للطاقة.
3) المساعدة في إزالة السموم
بعض البروبيوتيك يقلل نفاذية الأمعاء (Leaky Gut). كما يحد من انتقال بعض الفضلات والسموم إلى الدم، ما قد يخفف العبء على الكبد.
4) تحفيز وتعديل الاستجابة المناعية
تشير الدراسات إلى أن البروبيوتيك يعزز نشاط الجهاز المناعي المرتبط بالأمعاء (GALT). هذا يحسن الاستجابة الوقائية ضد العدوى.
5) الوقاية من اضطرابات الجهاز الهضمي المرتبطة بالمضادات الحيوية
يحافظ التوازن الميكروبي على الحد من الإسهال المرتبط بالمضادات الحيوية (AAD). وقد يساعد في تخفيف أعراض متلازمة القولون العصبي (IBS) لدى بعض الأشخاص.
6) مكافحة الكائنات الممرضة
بعض السلالات تمنع نمو البكتيريا والفطريات الضارة في الأمعاء والفم والمهبل. يحدث ذلك عبر التنافس على العناصر الغذائية ومواقع الالتصاق.
7) دعم صحة القولون وتقليل المخاطر
تشير بعض الدراسات إلى أن البروبيوتيك يحافظ على بيئة معوية صحية. هذا قد يقلل تراكم المركبات المسرطنة ويقلل مخاطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
8) تعزيز الصحة العقلية عبر المحور المعوي-الدماغي
بعض السلالات قد تؤثر على مستويات النواقل العصبية. هذا يمكن أن يساعد في تحسين المزاج وتقليل أعراض القلق والاكتئاب.
9) تخفيف أعراض الحساسية
أظهرت بعض الدراسات أن بعض السلالات قد تقلل من شدة الأكزيما وحساسية الجلد. كما قد تساعد في هضم اللاكتوز لدى المصابين بعدم تحمله.
10) الحد من التعب والإرهاق المحتمل
بعض البروبيوتيك قد يساهم في تقليل الالتهاب. كما يحسن امتصاص المغذيات، ما قد يساعد على رفع مستويات الطاقة وتقليل الإرهاق.
11) دور البكتيريا النافعة في دعم صحة الجهاز التنفسي
تشير بعض الأبحاث إلى أن البروبيوتيك قد يقلل من تكرار نزلات البرد الموسمية. كما يعزز مقاومة الجسم للعدوى التنفسية.
12) تعزيز صحة القلب والأوعية الدموية
بعض السلالات قد تساعد في خفض مستويات الكوليسترول LDL. هذا قد يدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
أبرز أعراض نقص البكتيريا النافعة
تُعد البكتيريا النافعة جزءًا أساسيًا من الميكروبيوم المعوي، فهي تدعم الهضم، تقوي المناعة، وتساهم في الحفاظ على وظائف الجسم الحيوية. وعندما يقل عددها أو يختل توازنها مع البكتيريا الضارة، قد تظهر علامات وأعراض تُشير إلى اختلال الميكروبيوم. التعرف المبكر على هذه العلامات يساعد في اتخاذ الإجراءات المناسبة للحفاظ على الصحة العامة.
1) مشكلات هضمية متكررة
مثل الانتفاخ، الغازات، الإمساك أو الإسهال. هذه المشكلات تُعد من أبرز العلامات المباشرة لاختلال التوازن البكتيري في الأمعاء
2) ضعف المناعة المحتملة
قد يلاحظ بعض الأشخاص تكرار العدوى البسيطة مثل نزلات البرد أو التهابات الجلد والمسالك البولية. هذا قد يكون مرتبطًا جزئيًا بانخفاض فعالية الجهاز المناعي المرتبط بالميكروبيوم.
3) تغييرات مزاجية محتملة
تشير بعض الدراسات إلى أن اختلال الميكروبيوم قد يؤثر على بعض النواقل العصبية، مثل السيروتونين، مما قد ينعكس على المزاج أو يزيد من شعور القلق لدى بعض الأشخاص.
4) مشكلات جلدية محتملة
يمكن أن يرتبط عدم التوازن البكتيري ببعض المشكلات الجلدية مثل الأكزيما أو جفاف الجلد، ولكن هذا لا يحدث لدى جميع الأشخاص.
كيفية الحصول على البكتيريا النافعة
يمكن دعم توازن البكتيريا النافعة في الجسم والحفاظ على صحة الميكروبيوم المعوي من خلال خطوات غذائية ونمط حياة صحي، مدعومة علميًا:
1) تناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك
مثل اللبن الزبادي الطبيعي الذي يحتوي على بكتيريا حية، والأجبان المخمرة مثل الجبن القريش أو السويسري، والمخللات المخمرة طبيعيًا (الكرنب والخيار والجزر) المخمرة بالملح والماء فقط، دون الخل. هذه الأطعمة توفر سلالات حية من البكتيريا المعوية المفيدة.
2) الحد من استخدام المضادات الحيوية غير الضرورية
الإفراط في المضادات الحيوية قد يؤدي إلى تقليل عدد البكتيريا النافعة في الأمعاء. لذلك يجب استخدامها فقط عند الحاجة الطبية وتحت إشراف الطبيب.
3) اتباع نمط حياة صحي
يشمل النوم الكافي، ممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل التوتر، حيث تُساعد هذه العوامل على الحفاظ على توازن الميكروبيوم المعوي ودعم صحة الجهاز الهضمي.
4) تناول الأطعمة الغنية بالألياف (البريبيوتيك)
مثل الخضروات، الفواكه، والحبوب الكاملة، إذ تُعد غذاءً أساسيًا للبكتيريا النافعة، وتدعم نموها ونشاطها داخل الأمعاء.
5) استخدام مكملات البروبيوتيك عند الحاجة
يمكن اللجوء إلى مكملات البروبيوتيك بعد استشارة الطبيب، خصوصًا بعد استخدام المضادات الحيوية أو في حالات اضطرابات الجهاز الهضمي، مع اختيار النوع والجرعة المناسبة.
أسئلة شائعة عن البكتيريا النافعة
1) هل يمكن أن تنقص البكتيريا النافعة من الجسم؟
نعم، استخدام المضادات الحيوية، التغذية غير المتوازنة، التوتر المزمن، وبعض الحالات المرضية يمكن أن تقلل من عدد البكتيريا النافعة وتؤثر على توازن الميكروبيوم المعوي.
2) هل البروبيوتيك آمن للجميع؟
عادةً نعم، للبالغين الأصحاء. لكن في حالات ضعف المناعة أو بعض الحالات المرضية يجب استشارة الطبيب قبل استخدام مكملات البروبيوتيك.
3) هل البكتيريا النافعة مفيدة للبشرة ؟
تلعب البكتيريا النافعة دورًا مهمًا في دعم صحة البشرة وتحسين مظهرها. يحدث ذلك نتيجة تقليل الالتهاب الجهازي ودعم ما يعرف بـ المحور المعوي-الجلد (Gut-Skin Axis).
-
المساهمة في تقليل حب الشباب:
بعض السلالات من البروبيوتيك تساهم في خفض مستويات الالتهاب، ما قد يساعد على التخفيف من حدة مشاكل البشرة الدهنية وحب الشباب. -
دعم توازن رطوبة البشرة:
تساعد في دعم وظيفة حاجز البشرة، مما قد يسهم في تنظيم إفراز الزيوت الطبيعية وتقليل جفاف الجلد أو فرط لمعانه. -
تعزيز دفاع البشرة:
تقوية المناعة عبر الأمعاء تدعم الدفاع الطبيعي للبشرة ضد الأضرار البيئية والإجهاد التأكسدي. -
الحفاظ على مرونة الجلد:
من خلال تقليل الالتهاب المزمن، قد تساعد البكتيريا النافعة في حماية الكولاجين الموجود في الجلد، مما يعزز مرونته ويقلل من ظهور علامات التقدم في السن.


