نقص فيتامين B12 والخدر
هل شعرت يوما بالخدر في اليدين أو القدمين؟ هل تشعر بالنسيان بشكل متكرر؟ هل تعاني من مشاكل في النظر؟ هل تشعر بالتعب العام والهزل؟ ما دور فيتامين B12؟ وما هو فيتامين B12؟ وما علاقته في شعورك بالخدر؟ قد تكون هذه الأعراض مرتبطة بحالة شائعة تعرف باسم نقص فيتامين B12.
فيتامين B12
فيتامين B12، المعروف باسم الكوبالامين، هو إحدى الفيتامينات الذائبة في الماء والذي يعتبر أساسيًا في تصنيع خلايا الدم الحمراء في الجسم وتصنيع المادة الوراثية “DNA” في الخلايا، بالإضافة إلى أهميته في اكتمال انتقال الإشارات العصبية وعمليات الأيض، أي الهدم والبناء والحرق، في الجسم.
يتواجد فيتامين B12 في المصادر الحيوانية بشكل طبيعي والتي تشكل المصدر الأساسي للإنسان. يمكن أخذ حاجة الجسم من فيتامين B12 من اللحوم والسمك والدواجن والبيض والحليب ومنتجاته. لذلك تعتبر مصادر فيتامين B12 من الركائز الأساسية لأي نظام غذائي، ويؤدي عدم تناولها بانتظام إلى نقص فيتامين B12.
نقص فيتامين B12
يعتبر نقص فيتامين B12 من المشاكل الشائعة لدى البشر، وخصوصًا عند كبار السن حيث تشير الدراسات العالمية أن 20٪ من البشر فوق عمر الستين يعانون من هذه المشكلة. كما أن مرضى ارتفاع سكر الدم (السكري) ومرضى مقاومة الأنسولين هم أكثر عرضة لنقص فيتامين B12 وذلك بسبب الأدوية العلاجية الموصوفة لهم، كدواء الميتفورمين “Metformin” والذي يعتبر أحد أسباب نقص فيتامين B12.
وفي الحديث عن أسباب نقص فيتامين B12، يعتبر الغذاء غير المتوازن ونقص التغذية واضطرابات الامتصاص في الجهاز الهضمي وبعض الأمراض الأخرى من الأسباب الرئيسة. كما يعتبر تناول المشروبات الكحولية بشكل مفرط من أسباب اضطراب امتصاص العديد من الفيتامينات ومن أهمها فيتامين B12.
يتسبب نقص فيتامين B12 في عدد من الأعراض التي قد تعاني منها أثناء قيامك بالنشاطات اليومية المعتادة، كالشعور بالتعب العام والهزل والنسيان بشكل متكرر بالإضافة إلى مشاكل في النظر والتركيز والشعور بالخدر في اليدين والقدمين.
نقص فيتامين B12 والخدر
أثبتت الدراسات العلمية أهمية فيتامين B12 في تصنيع المادة الدهنية المغلفة للخلايا العصبية، المايلين “Myelin”، والتي تسمح بانتقال الإشارات العصبية بين الخلايا بشكل فعال. لذلك فإن نقص فيتامين B12 يؤدي إلى خلل في تغليف الخلايا العصبية مما يسبب ضررًا في الخلايا العصبية، وينتج عنه اضطراب في انتقال الإشارات العصبية، وهو ما يؤدي إلى الشعور بالخدر خصوصًا في اليدين والقدمين. ولا يقتصر الشعور بالخدر على هذه المناطق فقط، بل يمكن أن يشعر المريض بالخدر في مختلف أنحاء الجسم.
تعتبر الأعراض التي يتسبب بها نقص فيتامين B12 مؤقتة ويمكن التخلص منها عن طريق تعويض النقص ومعالجة أسبابه، إلا في الحالات الشديدة والمطولة حيث يمكن أن يتسبب نقص فيتامين B12 الشديد والمطول بضرر دائم للأعصاب، ما يجعل من الصعب التخلص من هذه الأعراض بشكل كامل.
تشخيص نقص فيتامين B12
بعد استشارة طبيبك المعالج، يمكن تشخيص نقص فيتامين B12 عن طريق أخذ السيرة المرضية والدوائية والغذائية للمريض بالإضافة للفحص السريري وإجراء الفحص المخبري. يتم تحديد نسبة فيتامين B12 في الدم عن طريق أخذ عينة دم من المريض وإجراء الفحص المخبري في المختبر. لا يتعين صيام المريض قبل إجراء الفحص المخبري مما يسهم في سهولة الإجراء.
علاج نقص فيتامين B12
يعتبر علاج أسباب نقص فيتامين B12 هو الحجر الأساس في الخطة العلاجية مع أهمية تعويض فيتامين B12 في الجسم. لذلك يتوجب على المريض الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على مصادر فيتامين B12 والالتزام بالمكملات الغذائية التي تعوض النقص عن طريق الفم أو الحقن العضلية في بعض الأحيان. كما يستوجب العلاج على الطبيب المعالج استثناء الأسباب الأخرى المؤدية لنقص فيتامين B12، كاضطرابات الامتصاص في الجهاز الهضمي، والأخذ بعين الاعتبار الأدوية الموصوفة للمريض، وخصوصًا مرضى السكري ومقاومة الأنسولين ومرضى الاضطرابات النفسية التي تتطلب العلاجات الدوائية.
أهمية علاج نقص فيتامين B12
تكمن أهمية علاج نقص فيتامين B12 وعدم التأخر في التشخيص وبدء العلاج في تقليل احتمالية حدوث مضاعفات شديدة ومزمنة. فقر الدم وضعف العضلات واضطراب المشي والحركة وعدم القدرة على المشي تشكل أهم المضاعفات المزمنة التي قد يسببها نقص فيتامين B12 الشديد والمطول.
تأتي أهمية العلاج من آثار نقص فيتامين B12 على نخاع العظم وتصنيع كريات الدم الحمراء حيث تعتبر المرحلة الأولى من المرض هي نقص فيتامين B12 في الدم. أما المرحلة الثانية فتظهر عند انخفاض تركيز فيتامين B12 على المستوى الخلوي، أي في الخلية. وتكون المرحلة الثالثة عندما يتسبب النقص في إعاقة تصنيع المادة الوراثية في الخلايا “DNA”، مما يؤدي إلى أعراض عصبية ونفسية معًا. وفي المرحلة الرابعة يعاني المريض من فقر دم حاد.
تسمم فيتامين B12
من المهم جدًا الحديث عن تسمم فيتامين B12 حيث يمكن الحصول على المكملات الغذائية المحتوية على فيتامين B12 بسهولة من الصيدليات دون وصفات طبية. يحتاج الجسم ما يعادل 2.4 ميكروجرام من فيتامين B12 يوميًا، ومع ذلك فإنه من الصعب أن تصل مستويات فيتامين B12 في الدم إلى السمية حتى مع أخذ المكملات. ولكن ما هي الأعراض التي يجب التوقف عندها عن أخذ المكملات وزيارة الطبيب؟
يعتبر الشعور بالغثيان المستمر والشعور بالدوران وأحيانًا عودة الخدر في القدمين واليدين – مع أخذ مكملات فيتامين B12 – من علامات التسمم. ويجب أيضًا إيقاف استخدام هذه المكملات فورًا عند حدوث أعراض الحساسية؛ مثل ضيق النفس والطفح الجلدي والحكة، ومراجعة الطبيب.
الوقاية من نقص فيتامين B12
تناول الأغذية الغنية بفيتامين B12 والالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على اللحوم والدواجن والسمك ومنتجات الحليب تعتبر الطريقة المثلى للوقاية من نقص فيتامين B12. كما أن المتابعة الدورية عند الطبيب وإجراء فحوصات التقصي الدورية لا تقل أهمية للكشف عن نقص فيتامين B12 بشكل مبكر، وبالأخص لدى المرضى والأشخاص الأكثر عرضة، كمرضى السكري ومقاومة الأنسولين والأشخاص فوق الستين عامًا من العمر.
الخاتمة
وفي النهاية، إذا كنت تعاني من الخدر في اليدين والقدمين، فلا تغفل عن زيارة الطبيب والانتباه إلى نظامك الغذائي والتأكد من تناولك مصادر فيتامين B12 الأساسية، ولا تتجاهل رسائل جسمك لتقي نفسك من المضاعفات المزمنة.
ودائمًا تذكر، درهم وقاية خير من قنطار علاج ..
