يعد التهاب القولون التقرحي من التهابات الأمعاء المزمنة التي قد تكون مزعجة بالنسبة للمريض وتستلزم العلاج، فما هي أسباب هذه الحالة، وما أعراض حدوثها، وهل تتوفر طرق علاج للسيطرة عليها؟
جميع المقلات والمشاركات الطبية
التهاب القولون التقرحي
(Ulcerative colitis)، هي حالة مرضية مزمنة تصيب الجهاز الهضمي، تؤدي إلى التهاب في القولون والمستقيم، وقد تتسبب بحدوث تقرحات في جدار القولون، ويتطور بعضها لحدوث نزيف شرجي أو تكون خُرّاج.
أسباب التهاب القولون التقرحي وعوامل الخطر
يعد السبب وراء حدوث هذه الحالة معقدًا، ولكن يعتقد العلماء أنه مرتبط بخلل في الجهاز المناعي، حيث تقوم خلايا جهاز المناعة بمهاجمة خلايا القولون مما يتسبب بالتهابها وتلفها.
قد تزداد فرصة الإصابة بالتهاب القولون التقرحي في الحالات التالية:
- العمر، فبالرغم من أن هذا الالتهاب قد يحدث في أي عمر، ولكن تزداد فرصة الإصابة لمن هم بعمر أقل من 30 عام.
- العامل الوراثي، حيث تزداد فرصة الإصابة بهذه الحالة في حال إصابة أحد أفراد العائلة، خاصةً من أقارب الدرجة الأولى.
- العوامل البيئية، وتشمل التعرض لأي مواد قد تؤدي لالتهاب في الجهاز الهضمي، مثل التعرض للبكتيريا والمواد الكيميائية.
- نمط الحياة المتبع، والذي يشمل النمط الغذائي غير الصحي، والتدخين.
أعراض التهاب القولون التقرحي
تختلف أعراض التهاب القولون التقرحي من شخصٍ لآخر من حيث شدّتها، وتشمل الأعراض ما يلي:
- الإسهال، ويختلف في شدّته حيث يحدث بنحو 4 مرات في اليوم في الحالات البسيطة، وقد تصل إلى أكثر من 10 مرات في اليوم في الحالات الشديدة.
- ملاحظة نزول دم أو مخاط أو خُرّاج مع البراز.
- آلام وتقلصات في البطن.
- الشعور المتكرر بالحاجة للتبرز، بالرغم من التبرز في وقتٍ قريب.
- الشعور بالحاجة الملحّة للتبرز.
- التعب العام والإعياء.
- التقيؤ والغثيان.
- فقدان الوزن.
تحدث أعراض التهاب القولون التقرحي على شكل هجمات أو انتكاسات تصيب المريض، يتبعها فترة تحسن لا يشعر خلالها المريض بأعراض وقد تستمر لفترات متفاوتة في طولها تتراوح بين أسابيع إلى سنوات.
أنواع التهاب القولون التقرحي
يمكن تصنيف التهاب القولون التقرحي بحسب مكان حدوثه، وذلك على النحو التالي:
- الالتهاب التقرحي في المستقيم، حيث يقتصر الالتهاب في هذه الحالة على المستقيم، وقد يكون النزيف الشرجي هو العرض الوحيد الذي يشكو منه المريض.
- التهاب القولون السيني والمستقيم، بحيث يكون الالتهاب في المستقيم وجزء من القولون يدعى القولون السيني، وقد تتضمن الأعراض في هذه الحالة الإسهال الدموي، وآلام البطن، وعدم القدرة على التبرز بالرغم من الشعور بالحاجة لذلك.
- التهاب القولون الأيسر، حيث يمتد الالتهاب من المستقيم إلى القولون السيني وصولًا إلى القولون الهابط، وتكون الأعراض مشابهة للنوع السابق.
- التهاب القولون الكامل، بحيث تكون الأعراض المذكورة سابقًا شديدة، مع الشعور بتعب عام وإعياء، بالإضافة لحدوث نقصان في الوزن.
تشخيص التهاب القولون التقرحي
حقيقةً فإن تأكيد تشخيص الإصابة بهذه الحالة يتم بإجراء تنظير القولون وأخذ عينة من الأنسجة مع إخضاعها للفحص المخبري، ويكون ذلك بعد أخذ الطبيب السيرة المرضية والسؤال عن أي من الأعراض المذكورة سابقًا، بالإضافة إلى إجراء فحص سريري وفحوصات مخبرية، وقد يطلب الطبيب أيضًا أي من الإجراءات التالية:
- فحص الدم والبراز.
- الصور الشعاعية (بالرنين المغناطيسي أو صورة طبقية).
- التنظير السيني المرن.
علاج التهاب القولون التقرحي
تتنوع خيارات علاج التهاب القولون التقرحي بحسب شدّة الحالة، وقد يلجأ الطبيب لأي من العلاجات التالية:
العلاج الدوائي
ويشمل ما يلي:
أدوية أمينوسالسيلات (Aminosalicylates)
تستخدم للحالات البسيطة إلى المتوسطة، ومن ضمنها:
- دواء سلفاسالازين (Sulfasalazine).
- دواء ميسالامين (Mesalamine) للمرضى الذين يعانون من حساسية لأدوية السلفا.
أدوية الكورتيزون
توصف للحالات الشديدة، مثل بردنيزون (Prednisone)، أو بديسونايد (Budesonide)، وتجدر الإشارة إلى أن الطبيب يلجأ إلى هذه الأدوية لفترة قصيرة نظرًا للأعراض الجانبية التي قد تتسبب بها.
الأدوية المناعية
والتي تستخدم لتثبيط جهاز المناعة، ومن الأمثلة عليها:
- ميثوتريكسيت (Methotrexate).
- ازاثيوبرين (Azathioprine).
العلاج البيولوجي
يُستخدم هذا العلاج للحالات المتوسطة إلى الشديدة، ويعمل على تثبيط عمل جهاز المناعة، ومن الأمثلة عليه:
- انفلكيماب (Infliximab).
- اداليموماب (Adalimumab).
مثبط لإنزيم جانوس كيناز (JAK inhibitors)
وهي أدوية تثبط عمل أحد الإنزيمات في الجسم المسؤولة عن تحفيز حدوث الالتهاب، ومن الأمثلة عليه توفاسيتينيب (Tofacitinib).
تغييرات نمط الحياة
يعد اتباع نظام غذائي صحي أمرًا جيدًا لمرضى التهاب القولون التقرحي، وبالرغم من أن الغذاء لا يرتبط مباشرةً بالإصابة بهذا المرض، إلّا أن اتباع نظام صحي يسهم في تخفيف الأعراض مثل الإسهال الذي يؤثر على امتصاص المواد الغذائية المهمة للجسم، لذا يُنصح بما يلي:
- اتباع نظام غذائي صحي متنوع.
- التقليل من استهلاك من الأطعمة الحارة أو ذات الألياف العالية.
- تقليل استهلاك مشتقات الحليب للأشخاص الذين يعانون من حساسية اللاكتوز.
العلاج الجراحي
يعد العلاج الدوائي غير كافي لدى حوالي ربع إلى ثلث الحالات التي تعاني من التهاب القولون التقرحي، مما يدفع الطبيب للجوء إلى الخيار الجراحي، كما يعتمد خيار الجراحة على عوامل أخرى مثل مدى شدّة الحالة، وعمر المريض، وصحته العامة، وتتضمن العملية الجراحية استئصال الجزء المصاب من القولون مع توصيل فغر لفائفي أو فغر خارجي عبر البطن، وتجدر الإشارة إلى أن التقنيات الحديثة قد تسمح باستئصال جزء من القولون دون الحاجة لعمل فغر خارجي.